12 - 09 - 2025

رشقة أفكار | هل يفعلها المسلماني ويصحح واقعة مخزية ؟

رشقة أفكار | هل يفعلها المسلماني ويصحح واقعة مخزية ؟

في واقعة مخزية من العيار الثقيل ، ويندى لها جبين كل مواطن غيور  ، رواها الكاتب الصحفي الكبير عادل حموده في الجزء الثاني من مذكراته : كلمة السر الحرية / ملفات سرية في السياسة والصحافة المصرية الصادرة عن دار نشر أقلام عربية للنشر والتوزيع طبعة ٢٠١٩ صفحة ٢٢٦ أن رؤوف المناوي مسؤول العلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية ووزير الإعلام صفوت الشريف قد تصارعا على شو جماهيري ورئاسي على أعلى مستوي ، زمن الرئيس حسني مبارك ، يكمن فيمن يكون له فضل السبق في إذاعة  "شريط فيديو"  يحتوي اعترافات خطيرة للارهابي التائب عادل عبدالباقي ( مولود في ٩ أبريل ١٩٦١ نجح طوال ١٧ سنة من العمل السري في تجنيد عشرة آلاف شاب للتنظيمات الإرهابيه المسلحة "وعندما استيقظ ضميره - طبقا لما رواه حمودة -  قرر ان يكفر عن ذنوبه بالكشف عن الخبايا التي عاشها في حوار مع إثنين من نجوم ماسبيرو في ذلك الوقت وهما محمود سلطان وفاطمة فؤاد) .

يبين الأستاذ حمودة أن الحوار مع الإرهابي التائب عن أساليب اختيار الأعضاء في التنظيم الذي كان يجند فيه عبد الباقي الشباب والرجال والنساء بالآلاف ، والكتب التي يدرسونها ولمَّ  يكفرون النظم الحاكمة وكيف يمولون عملياتهم ولمَّ يستخدمون أسلحة الجنود وذهب الأقباط؛ ولمَّ غاب الشيوخ عن المواجهة،  وتركوا كتب وشرائط التطرف توزع علنا وتقرأ على الإنترنت،  دون أن يجهدوا أنفسهم بالرد عليها، وأخطر من ذلك أمروا أن يوضع  على الشبكات العنكبوتية طرق تصنيع القنابل وخطط احتلال المباني ووسائل الشوشرة على الاتصالات الرسمية!!

 وليس هذا وحسب. تضمن الشريط - القذيفة - أسرار تعامل الجماعات مع النساء ، فيطلقون هذه من ذاك ويزوجونها من آخر من دون قضاء فترة عدة ، ، بأسباب واهية تماما ، ليس من بينها الخيانة وإنما تتم مثلا إذا اختلف الزوج وزوجته على فكرة إلحاق أولادهما بالمدارس الحكومية" الكافرة"! لهذا السبب البسيط يفرقون بين المرء وزوجه ، بل وربما تنتهز نساء الجماعة فرصة كهذه ليرتبطن بالطريقة نفسها من رجل آخر وبعده ثالث ، مادام كل هؤلاء في مرمي الاتهام بالكفر ! ويشير عادل حموده في كتابه إلى أن امرأة من أحدي قرى سمنود ، تعرفت على سائق يتميز بلحيته الدالة على التقى ويتحدث بآيات القرآن ، فانجذبت إليه ولما عرض عليها الذهاب معه إلى شيخه الذي يعلمه الدين - او التطرف بمعنى أدق -  فإنها تعلقت به وتزوجته . إلى هنا والأمر عادي، لكن الذي ليس عاديا أنها انجبت منه ، ثم عندما طردته الجماعة خارجها ، فإنهم خيروها بينه وبينهم ، فاختارت الجماعة "مادمتم مؤمنين وهو كافر سأبقى معكم" وبالفعل بقيت ، فتم تزويجها من أخ آخر دونما انتظار لوقت العدة!!

يشير الكتاب أيضا - عبر ماورد في شريط الارهابي التائب - إلى أن التنظيم أو الجماعات كانت تصرف على نفسها من سرقة محلات ذهب الأقباط ، ومن تبرعات كبار الأعضاء ، فهذا رجل أعمال أعطى عادل عبد الباقي ألفي جنيه بنقود ذلك الزمان للصرف على التنظيم ، كما انه كان يزور اسر المعتقلين ويزودهم بالأموال . وحكي عن ذلك الرجل عضو نقابة المحامين البارز الذي تبرع لهم بآلف جنيه !

- الاعترافات الرهيبة لعادل عبد الباقي والتي لم يقدر لها ان تذاع بسبب خلاف بين الاثنين المناوي والشريف!!  رؤوف المناوي كان أنشأ  ما أسماه مركز الإعلام الأمني ونجح بمصروفاته السرية في تقريب أعداد مؤثرة من الصحفيين والفنانين والشعراء وشهدت على ذلك - طبقا لعادل حمودة -  دعوات تناول سمك الاستاكوزا في مطاعم شبرا بجانب هدايا مغرية . وكان المناوي طامحا للإطاحة بصفوت الشريف ليحتل مكانه بتشجيع الجنزوري .

- اتفق الاثنان الشريف والمناوي على تسجيل اعترافات عبد الباقي ، على أساس أن يأتي  به المناوي من سجنه ،  ويأتي له الشريف بالكاميرات والمذيعين. وتم تسجيل ١٥٠ دقيقة من الاعترافات الساخنة والبشعة مع الارهابي التائب .

- المفاجاة المشينة هي ان الاثنين اختلفا على من يفوز بغنيمة عرض  الشريط ، فما كان من صفوت إلا ان أخذ الشريط و اغلق عليه أدراج مكتبه دون الاستفاده منه!!

- تصرف يليق بكليهما فعلا، فلا مصلحة الوطن مهمة ولا الحقيقة مهمة ولا أي شيء ، المهم هو من يأخذ  الجائزة واللقطة !

هذا الكلام مرفوض طبعا في عرف الصحفي الوطني الذي يدرك خطورة الارهاب وتأثيره الفادح على الدولة ( عادل حمودة له باع طويل في مواجهة الجماعات المتطرفة ، سواء في إنفرادات روزا اليوسف تحت قيادته ، كما انه آلف العديد من الكتب المهمة في مضمار كشف خبايا التأسلم السياسي ،والتعبير للراحل رفعت السعيد ، فعادل هو  صاحب كتب :  سيد قطب من القرية إلى المشنقة ، وقنابل ومصاحف ومحاكمة  تنظيم الجهاد وغيرها من الكتب التي تواجه ظواهر التطرف والارهاب ، وكأنه وحده كتبية من نار تواجه بالفكر وبصدر عار نيران وعواصف الارهاب المزمجر حتى اليوم).

 المهم انه على طريقة اختلف اللصان على المسروق "سُجن" شريط الارهابي التائب واعترافاته في زنزانة صفوت الشريف  القاسية، التي  لاتفتح إلا بقوة وقهر الأوامر العليا ، وهو ماواجهه عادل حموده ، فعندما عرض عليه محرر ب " صحيفة الفجر " ومراسلها في ماسبيرو نبيل أبو زيد ان يحصل على الشريط تحركت  الغريزتان - غريزة الصحفي مع غريزة الوطني -  وقرر منح مكافأة مالية كبيرة للمراسل الهمام إن هو حصل على الشريط المتفجر قنابل وقذائف .

- جاءت مرحلة ثانية اصبح فيها الشريط بين يدي عادل حمودة ، فقرر نشره بالحرف .. كلمة كلمة . أحدث  النشر المخيف دويا هائلا وصل إلى أسماع مبارك نفسه ، فاستغرب إعتقال الشريط في زنزانة صفوت ،  وأمر بعرضه فورا، وتمت إذاعته في اليوم التالي فعلا.

أنا هنا أود أولا أن أحيي كتبية الفجر بقيادة عادل حمودة وقت أن كان رئيسا فعليا لتحريرها ،  ومن قبلها روزا اليوسف لدورها الخاص والمميز في فضح جماعات الارهاب ، وفي القلب منها جماعة الإخوان ، وما كنت أتمني أن  يترك  عادل حمودة هذه الصحيفة - الفجر -  من دون حضوره الدائم  بشحمه ولحمه وأفكاره  وإدارته للتحرير ، مع تقديري لمن ترك لهم هذه المهمة ، وأملي ألا تتعثر مجددًا ، أي نوع من التعثر ، لأنها تحمل إسم مؤسسها أشهر صانع صحف في عالمنا العربي الراهن .

 أيضا أتوجه بطلب أراه ملحًا وضروريًا ،  من الزميل (كونه رغم منصبه كرئيس للهيئة الوطنية للإعلام ) لايزال من أسرة الأهرام، وكاتبا بها فيما أظن وعضوًا  بنقابة الصحفيين.. وبصفته رئيسا للهيئة الوطنية للإعلام أطلب من  الأستاذ أحمد المسلماني بأن يأمر  على الفور بالإعداد لبرامج تقدم مكافحة حقيقية للإرهاب  في مصر ، على ان تذيع موادٍ  مماثلة لهذه المادة التليفزيونية الصالحة للعرض في كل زمان ومكان، وهي مادة الارهابي التائب ، وهي صالحة تماما للتقديم للمشاهدين ، في  كل المراحل التي يتجلي فيها  ارهاب "الاخوان المسلمون " وشقيقاتها من الجماعات المتطرفة،  التي لاشك أنها  خرجت من عباءتها .. وبالنسبة لهذا الشريط تحديدًا ، أرجو أن يقوم الأستاذ المسلماني بتوجيه كبير مخرجي القناة الأولى لعرض حديث عادل عبد الباقي - الإرهابي التائب - على مدار عدد من الأمسيات التليفزيونية المتتاليه، بحضور ومشاركة الأستاذ عادل حمودة ومراسل الفجر نبيل أبو زيد في الحلقة الأولى تكريما لهما ، ثم بمشاركة  عادل حمودة مع  كتاب آخرين من الـحريصين في كتاباتهم  على كشف زيف الجماعات المتطرفة وفي القلب منها جماعة الاخوان ، مثل زملائي الكاتب والمفكر نبيل عبد الفتاح (صاحب النص والرصاص وتقرير الحالة الدينية في مصر ) وزميلي حمدي رزق وأسامة سلامة وحلمي نمنم وحسام الحداد الباحث الجاد في هذا المضمار  .. وحتما ستكون فرصة هائلة لكشف مزيد من  الزيف الذي تمارسه  الجماعات  ، وتتيح الحلقات التليفزيونية مجددًا الإمساك بأسماع و آذان المشاهد المصري، والتقاط عيونه لجذبه  مجددًا إلى تليفزيون بلده .

فهل يفعلها المسلماني؟!

---------------------------------

بقلم : محمود الشربيني

مقالات اخرى للكاتب

رشقة أفكار | هل يفعلها المسلماني ويصحح واقعة مخزية ؟